وكالة أنباء الحوزة _ ثمة سؤال يطرح: من سمى السور القرآنية بهذه الاسماء؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال: من سمى السور القرآنية بهذه الاسماء؟
الجواب: في كتاب (القرآن في الإسلام ) - السيد محمد حسين الطباطبائي - ص 134 يقول :
والذي لا يقبل الشك ولا يمكن انكاره هو أن أكثر السور القرآنية كانت منتشرة دائرة على السنة الصحابة قبل رحلة الرسول ، وقد وردت أسماء كثير من السور في أحاديث جمة منقولة من طرق الشيعة والسنة تصف كيفية تبليغ النبي الدعوة الاسلامية والصلوات التي كان يصليها وسيرته في قراءة القرآن . وهكذا نجد في الأحاديث أسماء خاصة قبل رحلة الرسول لطائفة طائفة من السور كالطول والمئين والمثاني والمفصلات .
وفي - ص 153 يقول :
تقسيم القرآن الكريم إلى السور تقسيم قرآني كتقسيمه إلى الآيات ، وقد صرح تعالى في مواضع بلفظة السورة ، فقال ( سورة أنزلناها ) و ( إذا أنزلت سورة )و ( فاتوا بسورة من مثله ) . وتسمية السور تناسب مع موضوع ذكر فيها أو جاء الاسلام نفسه فيها كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الاسراء وسورة التوحيد ، وفي نسخ القرآن القديمة كثيرا ما كانوا يكتبون سورة تذكر فيها البقرة وسورة يذكر فيها آل عمران . وربما تكون جملة من سورة معرفة لها كسورة اقرأ باسم ربك وسورة انا أنزلناه وسورة لم يكن وأشباهها . وأحيانا يكون وصف السورة معرفا لها كسورة فاتحة الكتاب وسورة أم الكتاب والسبع المثاني وسورة الاخلاص وسورة نسبة الرب وأمثالها . ان هذه الأسماء والنعوت كانت موجودة في الصدر الأول بشهادة الآثار والتاريخ ، وحتى أسماء بعض السور جاءت في الأحاديث النبوية كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة هود وسورة الواقعة . ولهذا يمكن القول بأن كثيرا من هذه الأسماء تعيينية من زمن الرسول نتيجة لكثرة الاستعمال ، وليس شئ منها توقيفيا شرعيا .وقال ابن عاشور: والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يتعارفونها بها، ولو كانت التسمية غير مأثورة فقد سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع كما مر فتعين أن تكون التسمية من وضعه وقد اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.
ودليل الذين يقولون أن أسماء السور بتوقيف من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو روايات يرد فيها ذكر لأسماء سور على لسان النبي، ولكن مجرد ذكر أسماء هذه السور في الروايات لا يدل على توقيفيتها بل لعلها اشتهرت في زمانه صلوات الله عليه بذلك وهذا لا يعني التوقيفية.